ثم قال تعالى :﴿وَمَا يَجْحَدُ بآياتنا إِلاَّ الظالمون﴾ قال ههنا ﴿الظالمون﴾، ومن قبل قال ﴿الكافرون﴾ [ العنكبوت : ٤٧ ] مع أن الكافر ظالم ولا تنافي بين الكلامين وفيه فائدة، وهي أنهم قبل بيان المعجزة قيل لهم إن لكم المزايا فلا تبطلوها بإنكار محمد فتكونوا كافرين، فلفظ الكافر هناك كان بليغاً يمنعهم من ذلك لاستنكافهم عن الكفر، ثم بعد بيان المعجزة قال لهم إن جحدتم هذه الآية لزمكم إنكار إرسال الرسل فتلتحقون في أول الأمر بالمشركين حكماً، وتلتحقون عند هذه الآية بالمشركين حقيقة فتكونوا ظالمين، أي مشركين، كما بينا أن الشرك ظلم عظيم، فهذا اللفظ ههنا أبلغ وذلك اللفظ هناك أبلغ. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٥ صـ ٦٦ ـ ٦٨﴾