﴿ والذين جاهدوا فِينَا ﴾ في شأننا ومن أجلنا ولوجهنا خالصاً ففيه مضاف مقدر، وقيل : لا حاجة إلى التقدير بحمل الكلام على المبالغة بجعل ذات الله سبحانه مستقر للمجاهدة وأطلقت المجاهدة لتعم مجاهدة الأعادي الظاهرة والباطنة بأنواعهما ﴿ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ سبل السير إلينا والوصول إلى جنابنا، والمراد نزيدنهم هداية إلى سبل الخير وتوفيقاً لسلوكها فإن الجهاد هداية أو مرتب عليها، وقد قال تعالى :﴿ والذين اهتدوا زَادَهُمْ هُدًى ﴾ [ محمد : ١٧ ] وفي الحديث " من عمل بما علم ورثه الله تعالى علم ما لم يعلم "
ومن الناس من أول ﴿ جاهدوا ﴾ بأرادوا الجهاد وأبقى ﴿ لَنَهْدِيَنَّهُمْ ﴾ على ظاهره، وقال السدي : المعنى والذين جاهدوا بالثبات على الإيمان لنهدينهم سبلنا إلى الجنة، وقيل : المعنى والذين جاهدوا في الغزو لنهدينهم سبل الشهادة والمغفرة، وما ذكر أولاً أولى، والموصول مبتدأ وجملة القسم وجوابه خبره نظير ما مر من قوله :﴿ والذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَنُبَوّئَنَّهُمْ مّنَ الجنة غُرَفَاً ﴾ [ العنكبوت : ٨ ٥ ].


الصفحة التالية
Icon