بين ما يكون للمؤمنين وقت الرجوع إليه كما بين من قبل ما يكون للكافرين بقوله :﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بالكافرين﴾ [ العنكبوت : ٥٤ ] فبين أن للمؤمنين الجنان في مقابلة ما أن للكافرين النيران، وبين أن فيها غرفاً تجري من تحتها الأنهار في مقابلة ما بين أن تحت الكافرين النار، وبين أن ذلك أجر عملهم بقوله تعالى :﴿نِعْمَ أَجْرُ العاملين﴾ في مقابلة ما بين أن ما تقدم جزاء عمل الكفار بقوله :﴿ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [ العنبكوت : ٥٥ ] ثم في الآيتين اختلافات فيها لطائف منها أنه تعالى ذكر في العذاب أن فوقهم عذاباً أي ناراً، ولم يذكر ههنا فوقهم شيئاً، وإنما ذكر ما فوق من غير إضافة وهو الغرف، وذلك لأن المذكور في الموضعين العقاب والثواب الجسمانيان، لكن الكافر في الدرك الأسفل من النار، فيكون فوقه طبقات من النار، فأما المؤمنون فيكونون في أعلى عليين، فلم يذكر فوقهم شيئاً إشارة إلى علو مرتبتهم وارتفاع منزلتهم.