الحي والآخرة عبارة عن عالم الأرواح والملكوت فهي حياة كلها وإنما سماها الحيوان والحيوان ما يكون حياً وله حياة فيكون جميع أجزائه حياً فالآخرة حيوان لأن جميع أجزائها حي فقد ورد في الحديث :"إن الجنة بما فيها من الأشجار والثمار والغرف والحيطان والأنهار حتى ترابها وحصاها كلها حي" فالحياة الحقيقية التي لا تشينها الغصص والمحن والأمراض والعلل ولا يدكها الموت والفوت لهي حياة أهل الجنات والقربات لو كانوا يعلمون قدرها وغاية كماليتها وحقيقة عزتها لكانوا أشد حرصاً في تحصيلها ههنا فمن فاتته لا يدركها في الآخرة ألا ترى أن من صفة أهل النار أن لا يموت فيها ولا يحيا يعني : ولا يحيا بحياة حقيقة يستريح بها وأنهم يتمنون الموت ولا يجدونه انتهى.