وفي "التأويلات النجمية" :﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ بأن يرى من نفسه بأن له مع الله حالاً أو وقتاً أو كشفاً أو مشاهدة ولم يكن له من ذلك شيء وقالوا إذا فعلوا فاحشة : وجدنا عليها آباءنا به يشير إلى أن الإباحية وأكثر مدعي زماننا هذا إذا صدر منهم شيء على خلاف السنة والشريعة يقولون : إنا وجدنا مشايخنا عليه والله أمرنا بهذا أي مسلم لنا من الله هذه الحركات لمكانة قربنا إلى الله وقوة ولايتنا فإنها لا تضر بل تنفعنا وتفيد.
﴿أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ﴾ أي : بالشريعة وطريقة المشايخ وسيرتهم لما جاء ﴿أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ﴾ النفس ﴿مَثْوًى﴾ محبس ﴿لِّلْكَافِرِينَ﴾ أي : لكافري نعمة الدين والإسلام والشريعة والطريقة بما يفترون وبما يدعون بلا معنى القيام به كذابين في دعواهم انتهى.
فالمدعى أجنبي عن الدخول في حرم المعنى كما أن الأجنبي ممنوع عن الدخول في حرم السلطان
فالواجب الاجتناب عن الدعوى والكذب وغيرهما من صفات النفس واكتساب المعنى والصدق ونحوهما من أوصاف القلب.


الصفحة التالية
Icon