أحدهما : أن الغرف لا تستقر إلا فوق البيوت فصار فيها جمع بين أمرين.
الثاني : لأنها أنزه من البيوت لإشرافها وألذ سكنى منها لرياحها وجفافها.
وقد روى أبو مالك الأشعري عن النبي ﷺ أنه قال :" إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفاً يُرَى ظَاهِرُهَا مِن بَاطِنِها، وَبَاطِنُها مِن ظَاهِرِهَا، أَعدَّهَا اللَّهُ لِمَن أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَطَابَ الكَلاَمَ وَتَابَعَ الصَّلاَةَ وَالصِّيَامَ وَقَامَ باللِّيلِ وَالنَّاسُ نِيامٌ
". قوله :﴿ وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا ﴾ فيه أربعة أقاويل
: أحدها : معناه تأكل بأفواهها ولا تحمل شيئاً، قاله مجاهد.
الثاني : تأكل لوقتها ولا تدخر لغدها، قاله الحسن.
الثالث : يأتيها من غير طلب.
الرابع : أنه النبي ﷺ يكل ولا يدخر، حكاه النقاش.
قال ابن عباس : الدواب هو كل ما دب من الحيوان. وكله لا يحمل رزقه ولا يدخر إلا ابن آدم والنمل والفأر.
﴿ اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ﴾ أي يسوي بين الحريص المتوكل في رزقه وبين الراغب القانع وبين الجلود والعاجز حتى لا يغتر الجلْد أنه رزق بجلده ولا يتصور العاجز أنه ممنوع بعجزه.
قال ابن عباس : نزلت هذه الآية لما أُذن لرسول الله ﷺ في الهجرة وأمر المسلمين بها خافوا الضيعة والجوع فقال قوم نهاجر إلى بلد ليس فيها معاش فنزلت هذه الآية فهاجرواْ. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon