فقوله ﴿ غرفاً ﴾ نصب بإسقاط حرف الجر التقدير في غرف، وقرأ يعقوب " لنبوينهم " بالياء من تحت، وروي عن ابن عامر " غُرُفاً " بضم الغين والراء، ثم وصفهم تعالى بالصبر والتوكل وهاتان جماع الخير كله أي الصبر على الطاعات وعن الشهوات.
وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦٠)
﴿ كأين ﴾ بمعنى كم، وهذه الآية أيضاً تحريض على الهجرة لأن بعض المؤمنين فكر في الفقر والجوع الذي يلحقه في الهجرة وقالوا غربة في بلد لا دار لنا فيه ولا عقار ولا من يطعم فمثل لهم بأكثر الدواب التي تتقوت ولا تدخر ولا تروي في رزقها، المعنى فهو يرزقكم أنتم، ففضلوا طاعته على كل شيء، وقوله تعالى :﴿ لا تحمل ﴾ يجوز أن يريد من الحمل أي لا تستقل ولا تنظر في ادخار، وقاله ابن مجلز ومجاهد وعلي بن الأقمر.
قال الفقيه الإمام القاضي : والادخار ليس من خلق الموقنين، وقد قال رسول الله ﷺ لابن عمر :" كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس يخبئون رزق سنة بضعف اليقين "، ويجوز أن يريد من الحمالة أي لا تتكفل لنفسها ولا تروي فيه. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾