وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه في سنته عن علي كرم اللّه وجهه أن رجلا من الخوارج ناداه وهو في صلاة الفجر فقال (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) الآية ٦٥ من الزمر المارة، فأجابه عليه السلام وهو في الصلاة (فاصبر إن وعد اللّه حق ولا يستخفّنك الذين لا يوقنون) وهذا ليس بكثير على باب مدينة العلم وسيف اللّه ومن هو بمنزلة هرون من موسى بالنسبة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، وقد سماه رسول اللّه حينما خرج إلى ابن ود العامري الإسلام كله.
وفي هذه الآية إشارة لأهل الوراثة المحمدية أهل الإرشاد بأن يصبروا على مكاره المنكرين المحجوبين الذين لا يصدقون بأحوالهم ولا يعتقدون صحتها، ولذلك يستخفون بهم ويرمونهم بما ليس فيهم وما هم منه براء، عفا اللّه عنهم وأعادهم إلى الرشد.
هذا، واللّه أعلم، وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلّى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعهم أجمعين، والحمد للّه رب العالمين. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ٤ صـ ٤٣٥ ـ ٤٦٣﴾