٣٨٩ - قوله ومن آياته خلق السموات والأرض ٢٢ وختم بقوله للعالمين ٢٢ لأن الكل تظلهم السماء وتقلهم الأرض وكل واحد منفرد بلطيفة في صوته يمتاز بها عن غيرها حتى لا ترى اثنين في ألف يتشابه صوتاهما ويلتبس كلامهما وكذلك ينفرد كل واحد بدقيقة في صورته يتميز بها من بين الأنام فلا ترى اثنين يتشابهان وهذا
يشترك في معرفته الناس جميعا فلهذا قال لآيات للعالمين
ومن حمل اختلاف الألسن على اللغات واختلاف الألوان على السواد والبياض والشقرة والسمرة فالاشتراك في معرفتها أيضا ظاهر
ومن قرأ للعالمين بكسر اللام فقد أحسن لأن بالعلم يمكن الوصول إلى معرفة ما سبق ذكره
٣٩٠ - قوله ومن آياته منامكم بالليل ٢٣ وختم بقوله يسمعون ٢٣ فإن من سمع أن النوم من صنع الله الحكيم ولا يقدر أحد على إجتلابه إذا امتنع ولا على دفعه إذا ورد تيقن أن له صانعا مدبرا
قال الخطيب معنى يسمعون ههنا يستجيبون إلى ما يدعوهم إليه الكتاب
وختم الآية الرابعة بقوله يعقلون ٢٤ لأن العقل ملاك أمر في هذه الأبواب وهو المؤدي إلى العلم فختم بذكره
٣٩١ - قوله ومن آياته يريكم ٢٤ أي انه يريكم وقيل تقديره ويريكم من آياته البرق وقيل أن يريكم فلما حذف أن سكن الياء وقيل من آياته كلام كاف كما تقول منها كذا ومنها كذا ومنها وتسكت تريد الكثرة
٣٩٢ - قوله أو لم يروا أن الله يبسط الرزق ٣٧ وفي الزمر أو لم يعلموا ٥٢ لأن بسط الرزق مما يشاهد ويرى فجاء في هذه السورة على ما يقتضيه اللفظ والمعنى وفي الزمر اتصل بقوله أوتيته على علم ٤٩ وبعده ولكن أكثرهم لا يعلمون ٤٩ فحسن أو لم يعلموا
٣٩٣ - قوله ولتجري الفلك بأمره ٤٦ وفي الجاثية فيه بأمره ١٢ لأن في هذه السورة تقدم ذكر الرياح وهو قوله أن يرسل الرياح مبشرات ٤٦ بالمطر وإذاقة الرحمة ولتجري الفلك بالرياح بأمر الله تعالى ولم يتقدم ذكر البحر


الصفحة التالية
Icon