هو فطرته المذكورة أوّلا، القيم : أي المستوي الذي لا عوج فيه ولا انحراف، منبين إليه : أي راجعين إليه بالتوبة وإخلاص العمل، من قولهم : ناب نوبة ونوبا إذا رجع مرة بعد أخرى، واتقوه : أي خافوه، فرقوا دينهم : أي اختلفوا فيما يعبدونه على حسب اختلاف أهوائهم، شيعا : أي فرقا تشايع كل فرقة إمامها الذي مهد لها دينها وقرره ووضع أصوله.
حقه : هو صلة الرحم والبرّ به، والمسكين : هو المعدم الذي لا مال له، وابن السبيل :
هو المسافر الذي احتاج إلى مال وعزّ عليه إحضاره من بلده، ووسائل المواصلات الحديثة الآن تدفع مثل هذه الحاجة، ربا : أي زيادة، والمراد بها الهدية التي يتوقع بها مزيد مكافأة، فلا يربو عند اللّه : أي فلا يبارك فيه، والمراد بالزكاة الصدقة، المضعفون :
أي الذين يضاعف اللّه لهم الثواب والجزاء.
البر : الفيافي والقفار، ومواضع القبائل، والبحر : المدن، والعرب تسمى الأمصار بحارا لسعتها كما قال سعد بن عبادة فى عبد اللّه بن أبى بن سلول : ولقد أجمع أهل هذه البحيرة (المدينة) ليتوّجوه.
وقال ابن عباس : البر ما كان من المدن والقرى على غير نهر، والبحر ما كان على شط نهر.
لا مرد له : أي لا يقدر أحد أن يردّه، يصّدّعون : أي يتصدعون ويتفرقون، كما قال متمّم بن نويرة من قصيدة يرثى بها أخاه مالكا :
وكنا كندمانى جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن نتصدعا " ١ "
فأصبحنا كأنى ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
يمهدون : من مهد فراشه إذا وطّأه حتى لا يصيبه ما ينغّص عليه مرقده من بعض ما يؤذيه، وتمهيد الأمور تسويتها وإصلاحها، وتمهيد العذر بسطه وقبوله، لا يحب الكافرين : أي إنه يبغضهم، وسيعاقبهم على ما فعلوا.
________
(١) وجذيمة : هو جذيمة الأبرش، وكان ملكا فى الحيرة، ونديماه مالك وعقيل، وبهما يضرب المثل فى طول المنادمة، فقد نادماه أربعين سنة ما أعادا عليه حديثا كان قالاه من قبل.


الصفحة التالية
Icon