وقال عبد الله بن المبارك هذا لمن يكون مسلما يذهب إلى أنه مخصوص وقال محمد بن الحسن هذا من قبل أن تنزل الفرائض ويؤمر بالجهاد قال أبو جعفر وأولاها القول الأول وهو قول أهل السنة وهو موافق للغة ولا يجوز أن يكون منسوخا لأنه خبر ولا يكون خاصا وإنما أشكل معنى الحديث لأنهم تأولوا الفطرة على الإسلام وإنما هي ابتداء الخلق ٢٤ - وقوله جل وعز منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين منيبين إليه أي راجعين إليه بالطاعة والمعنى فأقيموا وجوهكم منيبين إليه
ومعنى كل حزب بما لديهم فرحون
كل يقول إني على الهدى ٢٥ - ثم قال جل وعز وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه آية ٣٣ أي لم يلتجئوا: إلا إليه وتركوا ما كانوا يعبدون من دونه ٢٦ - ثم قال جل وعز ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون فخرج من الإخبار إلى المخاطبة وهذا على التهديد والوعيد كما قال جل وعز وقل الحق من ربكم فمن شاء فيؤمن ومن شاء فليكفر
٢٧ - ثم قال جل وعز أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون آية ٣٥ روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كل سلطان في القرآن فهو عذر وحجة قال أبو جعفر المعنى أم أنزلنا عليهم كتابا فيه عذر أو حجة أو برهان يدلهم على الشرك ٢٨ - ثم قال جل وعز أذقنا الناس رحمة فرحوا بها أي نعمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة أي وإن تصبهم مصيبة ٢٩ - وقوله جل وعز فلت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل آية ٣٨
قال قتادة إذا لم تعط ذا قرابتك وتمشي إليه برجليك فقد قطعته ٣٠ - وقوله جل وعز وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربوا عند الله قال مجاهد وابن عباس هو الرجل يهدي إلى الرجل الهدية فيطلب ما هو أفضل منها فليس له أجر ولا عليه إثم قال عكرمة الربا ربوان فربا حلال وربا حرام فأما الحلال فأن يعطي الرجل الآخر شيئا ليعطيه أكثر منه فلا يربوا عند الله والحرام في النسيئة


الصفحة التالية
Icon