﴿ أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ الأَرْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَاكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾
وقوله: ﴿وَأَثَارُواْ الأَرْضَ...﴾:
حَرَثوها ﴿وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ﴾ مما كانوا يَعْمُرُونَ. يقول: كانوا يعمِّرونَ أكثر من تعمير أهْل مَكَّة فأُهلِكُوا.
﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُواْ السُّوءَى أَن كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ﴾
وقوله: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُواْ السُّوءَى...﴾.
تنصب الْعَاقبة بكان، وتجعل مرفوع (كان) فى ﴿السُّوءَى﴾. ولو رفعت الْعَاقبة ونصبت ﴿السُّوءَى﴾ كان صَوَاباً. و ﴿السُّوءَى﴾ فى هَذا الموضع: العذابُ، ويقال: النار.
وقوله ﴿أَن كَذَّبُواْ﴾ لتكذيبهم، ولأن كذَّبُوا. فإذا ألقيتَ اللام كان نصباً.
﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ﴾
وقوله: ﴿يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ...﴾:
ييأسون من كل خير، ويقطع كلامُهم وحججهم. وقرأ أبوُ عبدالرحمن السلمىّ (يُبْلَسُ الْمُجْرِمُونَ) بفتح اللام. والأولى أجود. قال الشاعر:
يا صَاحِ هل تعرف رَسماً مكرَساً * قال نعم أعرفُه وَأبلسَا
﴿ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴾
وقوله: ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ...﴾
يقول: فصَلّوا لله ﴿حِينَ تُمْسُونَ﴾ وهى المغرب والعِشَاء ﴿وَحِينَ تُصْبِحُونَ﴾ صَلاة الفجر ﴿وَعَشِيّاً﴾ صلاة العصر ﴿وَحِينَ تُظْهِرُونَ﴾ صلاة الظهر.
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذالِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالَمِينَ ﴾
وقوله: ﴿لآيَاتٍ لِّلْعَالَمِينَ...﴾