قال تعالى "وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ" في طلب الرزق وهذه الآية تشير إلى أن النوم كما يكون ليلا يكون نهارا وكذلك السعي يكون فيهما، وإن تخصيص أحدهما للنوم والآخر لطلب المعاش لا يمنع من استعمالهما معا في ذلك، وهو من أجل النعم على الخلق، ولا نعمة من نعم اللّه إلا وهي جليلة، ولكن منها ما هو أجل "إِنَّ فِي ذلِكَ" التقسيم وجعل كل من الليل والنهار صالحين للاستراحة والعمل والعبادة، إذ يخلف أحدهما الآخر عند الحاجة، قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً) الآية ٦٢ من الفرقان ج ١، "لَآياتٍ" بالغات في الدلالة على الواحد المعبود بحق "لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ" ٢٣ سماع قبول فيعون ما يتلقونه من قبل المرشدين "وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً" بنزول الغيث وخشية مما يترقب من الصواعق والشهب "وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها" يبسها فيجعلها تهتز بالنبات وتربو بالماء "إِنَّ فِي ذلِكَ" الإحياء بعد الإماتة للنبات "لَآياتٍ" دالات على إحياء البشر بعد موته "لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" ٢٤ قدرة اللّه ويستظهرون كمال صنعه وبالغ إبداعه في استنباط الأسباب وكيفية التكوين، إذ لا فرق عند اللّه بين الإحياءين، كما لا فرق عنده بين الإماتتين، لأن القادر على كل شيء الذي لا يعجزه شيء "وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ" تقف وتثبت وتمسك نفسها بلا عمد أو بعمد لا ترى كما مر في الآية ١٠ من سورة لقمان المارة وله صلة في الآية ٥ من سورة الرعد في ٣ "وَالْأَرْضُ" على الهواء والماء بلا مرتكز ولا