فصل
قال الآلوسى :
سورة الروم
٠٣ - مكية كما روى عن ابن عباس وإبن الزبير رضي الله تعالى عنهم بل قال إبن عطية : وغيره : لا خلاف في مكيتها ولم يستثنوا منها شيئا وقال الحسن : هي مكية إلا قوله تعالى : فسبحان الله حين تمسون الآية وهو خلاف مذهب الجمهور والتفسير المرضى كما سيأتي إن شاء الله تعالى بيانه وآيها ستون وعند بعض تسع وخمسون ووجه إتصالها بالسورة السابقة على ما قاله الجلال السيوطي إنها ختمت بقوله تعالى : والذين
جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأفتتحت هذه بوعد من غلب من أهل الكتاب بالغلبة والنصر وفرح المؤمنين بذلك وأن الدولة لأهل الجهاد فيه ولا يضرهم ما وقع لهم قبل ذلك من هزيمة هذا مع تواخيها لما قبلها في الإفتتاحبالم ولا يخفى أن قتال أهل الكتاب ليس من المجاهدة في الله عزوجل وبذلك تضعف المناسبة ومن وقف على أخبار سبب النزول ظهر له أن ما افتتحت به هذه السورة متضمنا نصرة المؤمنين بدفع شماتة أعدائهم المشركين وهم لم يزالوا مجاهدين في الله تعالى ولأجله ولوجهه عزوجل ولا يضر عدم جهادهم بالسيف عند انزول وهذا في المناسبة أوجه فيما أرى من الوجه الذي ذكره الجلال فتأمل. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢١ صـ ١٦ ـ ١٧﴾