فدعا بسفط وأعطاه ثلاث صحائف، وقال : كل هذا راجعت فيك كسرى وأنت أردت أن تقتلني بكتاب واحد، فرد الملك على أخيه، فكتب شهربراز إلى قيصر ملك الروم : إن لي إليك حاجة لا تحملها البرد ولا تبلغها الصحف فالقني، ولا تلقني إلا في خمسين رومياً، فإني أيضاً ألقاك في خمسين فارساً، فأقبل قيصر في خمسائة رومي، وجعل يضع العيون بين يديه في الطريق، وخاف أن يكون قد مكر به حتى أتاه عيونه أنه ليس معه إلا خمسون رجلاً، ثم بسط لهما والتقيا في قبة ديباج ضربت لهما، واجتمعا ومع كل واحد منهما سكين، ودعوا ترجماناً بينهما، فقال شهربراز : إن الذين خربوا مدائنك، وبلغوا منك ومن جندك ما بلغوا أنا وأخي بشجاعتنا وكيدنا، وأن كسرى حسدنا فأراد أن أقتل اخي فأبيت، ثم أمر أخي أن يقتلني فقد خلعناه جميعاً فنحن نقاتله معك، فقال : قد أصبتما ووفقتما ثم أشار أحدهما إلى صاحبه أن السر إنما يكون بين اثنين، فإذا جاوز اثنين فشا، قال صاحبه : أجل، فقاما جميعاً إلى الترجمان بسكينيهما فقتلاه، واتفقا على قتال كسرى، فتعاون شهربراز وهرقل على كسرى، فغلبت الروم فارسَ.