ما الحكمة في افتتاح هذه السورة بحروف التهجي ؟ فنقول قد سبق منا أن كل سورة افتتحت بحروف التهجي فإن في أوائلها ذكر الكتاب أو التنزيل أو القرآن كما في قوله تعالى :﴿الم * ذلك الكتاب﴾ [ البقرة : ١، ٢ ]، ﴿المص * كِتَابٌ﴾ [ الأعراف : ١ ]، ﴿طه * مَا أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ القرءان﴾ [ طه : ١، ٢ ]، ﴿الم * تَنزِيلُ الكتاب﴾ [ السجدة : ١، ٢ ] ﴿حم * تَنزِيلٌ مّنَ الرحمن الرحيم﴾ [ فصلت : ١، ٢ ]، ﴿يس * والقرءان﴾ [ يس : ١، ٢ ]، ﴿ص * والقرءان﴾ [ ص : ١، ٢ ] إلا هذه السورة وسورتين أخريين ذكرناهما في العنكبوت وقد ذكرنا ما الحكمة فيهما في موضعهما فنقول ما يتعلق بهذه السور وهو أن السورة التي في أوائلها التنزيل والكتاب والقرآن في أوائلها ذكر ما هو معجزة فقدمت عليها الحروف على ما تقدم بيانه في العنكبوت وهذه ذكر في أولها ما هو معجزة وهو الإخبار عن الغيب، فقدمت الحروف التي لا يعلم معناها ليتنبه السامع فيقبل بقلبه على الاستماع، ثم ترد عليه المعجزة وتقرع الأسماع.
المسألة الثانية :


الصفحة التالية
Icon