﴿ مِّنْ أَنفُسِكُمْ... ﴾ [ التوبة : ١٢٨ ] مخاطب به الذكر والأنثى معاً، كما أن الأزواج تُطلق عليهما أيضاً، على الرجل وعلى المرأة، والبعض يفهم أن الزوج يعني اثنين، لكن الزوج مفرد معه مثله ؛ لذلك يقول تعالى :﴿ وَمِن كُلِّ الثمرات جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثنين... ﴾ [ الرعد : ٣ ].
وفي الماضي كنا نعتقد أن نوع الجنين إنما يتحدد من ماء الرجل وماء المرأة، لكن القرآن يقول غير ذلك :﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يمنى ﴾ [ القيامة : ٣٧ ] فماء المرأة لا دخلَ له في نوع الجنين، ذكراً كان أم أنثى، الذكورة والأنوثة يحددها ماء الرجل.
وهذا ما أثبته العلم الحديث، وعلى هذا نقول ﴿ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً... ﴾ [ الروم : ٢١ ] يعني : من ذكور الأزواج، خلق منك ميكروباً هو ( الإكس أو الإكس واي ) كما اصطلح عليه العلم الحديث، وهو يعني الذكورة والأنوثة.
وسبق أنْ ذكرنا في هذه المسألة قصة أبي حمزة الرجل العربي الذي تزوج على امرأته ؛ لأنها لا تنجب البنين، وهجرها لهذا السبب فقالت بما لديها من سليقة عربية، وقَوْلُها دليل على علم العرب قديماً بهذه الحقيقة التي أثبتها العلم مؤخراً، قالت :

نُعطي لَهُمْ مثْل الذي أُعْطينَا... والحق سبحانه بهذا يريد أن يقول : إنني أريد خليفة متكاثراً ليعمر هذه الأرض الواسعة، فإذا رأيتَ مكاناً قد ضاق بأهله فاعلم أن هناك مكاناً آخر خالياً، فالمسألة سوء توزيع لخَلْق الله على أرض الله.
مَا لأبي حَمْزةَ لا يأْتينَا غَضْبان أَلاَّ نَلدَ البَنينَا
تَالله مَا ذَلكَ في أَيْدينَا ونحن كالأرْضِ لِزَارِعينا


الصفحة التالية
Icon