وقال الآلوسى :
﴿ وَلَهُ ﴾ عز وجل خاصة كل ﴿ مِنْ السموات والأرض ﴾ من الملائكة والثقلين خلقاً وملكاً وتصرفاً ليس لغيره سبحانه شركة في ذلك بوجه من الوجوه ﴿ كُلٌّ لَّهُ ﴾ لا لغيره جل وعلا ﴿ قانتون ﴾ منقادون لفعله لا يمتنعون عليه جل شأنه من شأن من الشؤون وإن لم ينقد بعضهم لأمره سبحانه فالمراد طاعة الإرادة لا طاعة الأمر بالعبادة، وهذا حاصل ما روى عن ابن عباس، وقال الحسن :﴿ قانتون ﴾ قارن بالشهادة على وحدانيته تعالى كما قال الشاعر :
وفي كل شيء له آية...
تدل على أنه واحد
وقال ابن جبير :﴿ قانتون ﴾ مخلصون، وقيل : مقرون بالعبودية، وعليهما ليس العموم على ظاهره.
﴿ وَهُوَ الذى الله الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ ﴾
بعد الموت ؛ والتكرير لزيادة التقرير لشدة إنكارهم البعث والتمهيد لما بعده من قوله تعالى :﴿ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ﴾ الضمير المرفوع للإعادة وتذكيره لرعاية الخبر أو لأنها مؤولة بأن والفعل وهو في حكم المصدر المذكر أو لتأويلها بالبعث ونحوه، وكونه راجعاً إلى مصدر مفهوم من ﴿ يُعِيدُ ﴾ وهو لم يذكر بلفظ الإعادة لا يفيد على ما قيل لأنه اشتهر به فكأنه إذا فهم منه يلاحظ فيه خصوص لفظه والضمير المجرور لله تعالى شأنه، و﴿ أَهْوَنُ ﴾ للتفضيل أي والإعادة أسهل على الله تعالى من المبدأ، والأسهلية على طريقة التمثيل بالنسبة لما يفعله البشر مما يقدرون عليه، فإن إعادة شيء من مادته الأولى أهون عليهم من إيجاده ابتداء، والمراد التقريب لعقول الجهلة المنكرين للبعث وإلا فكل الممكنات بالنسبة إلى قدرته تعالى عز وجل سواء فكأنه قيل : وهو أهون عليه بالإضافة إلى قدركم والقياس على أصولكم.