ولما كان هذا مع كونه في غاية الوضوح لا يختص بجنس من الخلق دون غيره قال :﴿إن في ذلك﴾ أي الأمر العظيم العالي الرتبة في بيانه وظهور برهانه ﴿لآيات﴾ أي دلالات عدة واضحة جداً على وحدانيته تعالى وفعله بالاختيار وبطلان ما يقوله أصحاب الطبائع من تلك الاحتمالات التي هي مع خفائها واهية، ومع بعدها مضمحلة متلاشية ﴿للعالمين﴾ كلهم لا يختص به صنف منهم دون آخر من جن ولا إنس ولا غيرهم، وفي رواية حفص عن عاصم بكسر اللام حث للمخاطبين على النظر ليكونوا من أهل العلم، وفي قراءة الباقين بالفتح إيماء إلى أن ذلك من الوضوح بحيث لو نطق الجماد لأخبر بمعرفته، ففيه إشارة إلى أنهم عدم، فلا تبكيت أوجع منه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٥ صـ ٦١٢ ـ ٦١٤﴾