وقال الماوردى :
قوله تعالى :﴿ وَمِنَ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ﴾
فيه قولان
: أحدهما : حواء خلقها من ضلع آدم، قاله قتادة.
الثاني : أن خلق سائر الأزواج من أمثالهم من الرجال والنساء، قاله علي بن عيسى.
﴿ لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا ﴾ لتأنسوا إليها لأنه جعل بين الزوجين [ من ] الأنسية ما لم يجعله بين غيرهما.
﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ فيه أربعة
: أحدها : أن المودة المحبة والرحمة والشفقة، قاله السدي.
الثاني : أن المودة الجماع والرحمة الولد، قاله الحسن.
الثالث : أن المودة حب الكبير والرحمة الحنو على الصغير، قاله الكلبي.
الرابع : أنهما التراحم بين الزوجين، قاله مقاتل.
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ يحتمل وجهين
: أحدهما : يتفكرون في أن لهم خالقاً معبوداً.
الثاني : يتفكرون في البعث بعد الموت.
قوله :﴿ وَمِنْ ءَايَاتِهِ خَلْقُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ ﴾
فيه وجهان
: أحدهما : لما فيهما من الآيات والعبر.
الثاني : لإعجاز الخلق عن إحداث مثلهما.
﴿ وَاخْتلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : اختلاف ألسنتكم بالكلام، فللعرب كلام وللفرس كلام وللروم كلام. وألوانكم أبيض وأسود وأحمر، قاله السدي، وحكى وهب بن منبه في المبتدأ أن جميع الألسنة اثنان وسبعون لساناً منها في ولد سام بن نوح تسعة عشر لساناً، وفي ولد حام سبعة عشر لساناً، وفي ولد يافث ستة وثلاثون لساناً.
والوجه الثاني : اختلاف ألسنتكم : النغمة والصوت حتى لا يشتبه صوتان من أخوين لأم وأب، وألوانكم : الصورة حتى لا يشتبه الناس في المعارف والمناكح والحقوق.
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ﴾ قال ابن عيسى : الجن والإنس. وروى حفص عن عاصم ﴿ للعالمين ﴾ بكسر اللام يعني جميع العلماء. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon