قال الفقيه الإمام القاضي : ويحلق من هذه الألفاظ شيء للمؤمنين إذا جاءهم فرج بعد شدة فعلقوا ذلك بمخلوقين أو بحذق آرائهم وغير ذلك لأن فيه قلة شكر لله تعالى، ويسمى تشريكاً مجازاً، وقوله تعالى ﴿ ليكفروا ﴾ اللام لام كي، وقالت فرقة هي لام الأمر على جهة الوعيد والتهديد، وأما قوله تعالى :﴿ فتمتعوا ﴾ فأمر على جهة الوعيد، والتقدير قل لهم يا محمد ﴿ فتمتعوا ﴾ وقرأ أبو العالية " فيتمتعوا " بياء قبل التاء وذلك عطف على ﴿ ليكفروا ﴾ أي لتطول أعمارهم على الكفر، وفي حرف ابن مسعود " فليتمتعوا "، وروي عن أبي العالية " فيُمتعوا " بضم الياء دون تاء أولى، وفي مصحف ابن مسعود " تمتعوا " هكذا قال هارون، وقرأ عامة الناس " تعلمون " بالتاء على المخاطبة، وقرأ أبو العالية " يعلمون " بالياء على ذكر الغائب.
وقوله ﴿ أم ﴾ بمعنى بل وألف الاستفهام كأن أضرب عن صدر الكلام ورجع إلى هذه الحجة، و" السلطان " هنا البرهان من رسول أو كتاب ونحوه، والسلطان في كلام العرب جمع سليط كرغيف ورغفان وغدير وغدران فهو مأخوذ من التسلط والتغلب، ولزم هذا الاسم في العرف الرئيس لأنه سليط بوجه الحق ولزمه اسم جمع من حيث أنواع الغلبة والملك عنده، وقال قوم : هو اسم مفرد وزنه فعلان، وقوله تعالى :﴿ فهو يتكلم ﴾ معناه أن يظهر حجتهم وينطق بشركهم قاله قتادة، فيقوم ذلك مقام الكلام، كما قال تعالى ﴿ هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ﴾ [ الجاثية : ٢٩ ]. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon