فصل


قال الفخر :
قوله تعالى :﴿الله الذى خَلَقَكُمْ﴾
أي أوجدكم ﴿ثُمَّ رَزَقَكُمْ﴾ أي أبقاكم، فإن العرض مخلوق وليس بمبقي ﴿ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مّن شَىْء﴾ جمع في هذه الآية بين إثبات الأصلين الحشر والتوحيد، أما الحشر فبقوله :﴿ثُمَّ يُحْيِيكُمْ﴾ والدليل قدرته على الخلق ابتداء، وأما التوحيد فبقوله ﴿هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مّن شَىْء ﴾.
ثم قال تعالى :﴿سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ فقوله سبحانه أي سبحوه تسبيحاً أي نزهوه ولا تصفوه بالإشراك، وقوله :﴿وتعالى﴾ أي لا يجوز عليه ذلك وهذا لأن من لا يتصف بشيء قد يجوز عليه فإذا قال سبحوه أي لا تصفوه بالإشراك، وإذا قال وتعالى فكأنه قال ولا يجوز عليه ذلك.
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤١)


الصفحة التالية
Icon