ثم بين تعالى أن ذلك بطبع الله على قلوبهم بقوله :﴿كذلك يَطْبَعُ الله على قُلُوبِ الذين لاَ يَعْلَمُونَ﴾ فإن قيل من لا يعلم شيئاً أية فائدة في الإخبار عن الطبع على قلبه ؟ نقول المعنى هو أن من لا يعلم الآن فقد طبع الله على قلبه من قبل، ثم إنه تعالى سلى قلب النبي ﷺ بقوله :﴿فاصبر إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ﴾ أي أن صدقك يبين وقوله :﴿وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الذين لاَ يُوقِنُونَ﴾ إشارة إلى وجوب مداومة النبي عليه الصلاة والسلام على الدعاء إلى الإيمان فإنه لو سكت لقال الكافر إنه متقلب الرأي، لا ثبات له، والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب والحمد لله رب العالمين وصلاته على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٥ صـ ١٢١﴾


الصفحة التالية
Icon