وقال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
المتشابهات التى فى سورة لقمان (المتقدّم تفسيرها بصفحتين قبل).
قوله :﴿كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ [وَقْراً﴾ وفى الجاثية ﴿كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ﴾ زاد فى هذه السورة ﴿كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً﴾] : جلّ المفسرين على أَنَّ الآيتين نزلتا فى النَضْر بن الحارث.
وذلك أَنَّه ذهب إِلى فارس، فاشترى كتاب كليلة ودِمْنة، وأَخبار رُسْتُم وإِسفَنْديار، وأَحاديث الأَكاسرة، فجعل يرويها ويحدّث بها قُريشًا، ويقول : إِنَّ محمدًا يحدّثكم بحديث عاد، وثمود، وأضنا أُحدّثكم بحديث رُسْتم وإِسفنديار، ويستملحون حديثه، ويتركون استماع القرآن [فأنزل الله هذه الآيات، وبالغ فى ذمه ؛ بتركه استماع القرآن] فقال :﴿كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً﴾ أَى صَمَمًا، لا يقرع مَسامعه صوت.
ولم يبالغ فى الجاثية هذه المبالغة ؛ لِمَا ذكر بعده ﴿وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً﴾ لأَنَّ ذلك العلم لا يحصل إِلاَّ
بالسّماع، أَو ما يقوم مقامه : من خطٍّ وغيره.
قوله :﴿يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ وفى الزّمر ﴿لأَجَلٍ﴾ قد سبق شَطْر من هذا.
ونزيد بياناً أَن (إِلى) متَّصل بآخر الكلام، ودالّ على الانتهاءِ، واللام متَّصلة بأَوّل الكلام، ودالَّة على الصّلة. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ١ صـ ٣٧١ ـ ٣٧٢﴾


الصفحة التالية
Icon