وسبب نزولها على ما في البحر أن قريشا سألت عن قصة لقمان مع ابنه وعن بر والديه فنزلت ووجه مناسبتها لما قبلها على ما فيه أيضا أنه قال تعالى فيما قبل : ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل وأشار إلى ذلك في مفتتح هذه السورة وأنه كان في آخر ما قبلها ولئن جئتهم بآية وفيها وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا وقال الجلال السيوطي : ظهر لي في اتصالها بما قبلها مع المؤاخاة في الافتتاح بأن قوله تعالى : هدى ورحمة للمحسنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون متعلق بقوله تعالى : فيما قبل : وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث الآية فهذا عين إيقانهم بالآخرة وهم المحسنون الموصوفون بما ذكر وأيضا ففي كلتا السورتين جملة من الآيات وابتداء الخلق
وذكر في السابقة في روضة يحبرون وقد فسر بالسماع وذكر هنا ومن الناس من يشتري لهو الحديث وقد فسر بالغناء وآلات الملاهي
وسيأتي إن شاء الله تعالى الكلام في ذلك وأقول في الاتصال أيضا : إنه قد ذكر فيما تقدم قوله تعالى : وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وهنا قوله سبحانه : ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة وكلاهما يفيد سهولة البعث وقرر ذلك هنا بقوله عز قائلا : إن الله سميع بصير وذكر سبحانه هناك قوله تعالى : وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون وقال عزوجل هنا : وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد فذكر سبحانه في كل من الآيتين قسما لم يذكره في الأخرى إلى غير ذلك


الصفحة التالية
Icon