فصل


قال الفخر :
﴿ الم (١) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (٢) ﴾
وجه ارتباط أول هذه السورة بآخر ما قبلها هو أن الله تعالى لما قال :﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِى هذا القرءان مِن كُلّ مَثَلٍ﴾ [ الروم : ٥٨ ] إشارة إلى كونه معجزة وقال :﴿وَلَئِن جِئْتَهُمْ بِئَايَةٍ﴾ [ الروم : ٥٨ ] إشارة إلى أنهم يكفرون بالآيات بين ذلك بقوله :﴿الم* تِلْكَ ءايات الكتاب الحكيم﴾ ولم يؤمنوا بها، وإلى هذا أشار بعد هذا بقوله :﴿وَإِذَا تتلى عَلَيْهِ ءاياتنا ولى مُسْتَكْبِراً﴾ [ لقمان : ٧ ].
هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (٣)
فقوله ﴿هُدًى﴾ أي بياناً وفرقاناً، وأما التفسير فمثل تفسير قوله تعالى :﴿الم * ذلك الكتاب لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى﴾ [ البقرة : ١ و٢ ] وكما قيل هناك إن المعنى بذلك هذا، كذلك قيل بأن المراد بتلك هذه، ويمكن أن يقال كما قلنا هناك إن تلك إشارة إلى الغائب معناها آيات القرآن آيات الكتاب الحكيم وعند إنزال هذه الآيات التي نزلت مع ﴿الم * تِلْكَ ءايات الكتاب الحكيم﴾ لم تكن جميع الآيات نزلت فقال تلك إشارة إلى الكل أي آيات القرآن تلك آيات، وفيه مسائل :
المسألة الأولى :
قال في سورة البقرة ﴿ذلك الكتاب﴾ [ البقرة : ٢ ] ولم يقل الحكيم، وههنا قال ﴿الحكيم﴾ [ لقمان : ٢ ] فلما زاد ذكر وصف الكتاب زاد ذكر أمر في أحواله فقال :﴿هُدًى وَرَحْمَةً﴾ وقال هناك ﴿هُدًى لّلْمُتَّقِينَ﴾ [ البقرة : ٢ ] فقوله :﴿هُدًى﴾ في مقابلة قوله :﴿الكتاب﴾ وقوله :﴿وَرَحْمَةً﴾ في مقابلة قوله :﴿الحكيم﴾ ووصف الكتاب بالحكيم على معنى ذي الحكم كقوله تعالى :﴿فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ [ الحاقة : ٢١ ] أي ذات رضا.
المسألة الثانية :


الصفحة التالية