وخرّج ابن بشران عن عكرمة عن ابن عباس أن النبيّ ﷺ قال :" بُعثت بهدم المزامير والطبل " وروى الترمذي من حديث عليّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :" إذا فعلت أمّتي خمس عشرة خَصْلة حلّ بها البلاء فذكر منها : إذا اتخذت القَيْنات والمعازِف " وفي حديث أبي هريرة :" وظهرت القِيان والمعازِف " وروى ابن المبارك عن مالك بن أنس عن محمد بن الْمُنْكَدِر عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ﷺ :" من جلس إلى قَينة يسمع منها صُبّ في أذنه الآنُك يوم القيامة " وروى أسد بن موسى عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن محمد بن المنكدِر قال : بلغنا
" أن الله تعالى يقول يوم القيامة :"أين عبادي الذين كانوا ينزّهون أنفسهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان أَحِلّوهم رياض المسك وأخبروهم أني قد أحللت عليهم رضواني" " وروى ابن وهب عن مالك عن محمد بن المنكدر مثَله، وزاد بعد قوله :" المسك : ثم يقول للملائكة أسمعوهم حمدي وشكري وثنائي، وأخبروهم ألاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون " وقد روي مرفوعاً هذا المعنى من حديث أبي موسى الأشعري أنه قال : قال رسول الله ﷺ :" "من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين".
فقيل : ومَن الروحانيون يا رسول الله؟ قال :"قرّاء أهل الجنة" " خرّجه الترمذيّ الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول، وقد ذكرنا في كتاب التذكرة مع نظائره :" فمن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة، ومن لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة " إلى غير ذلك.
وكل ذلك صحيح المعنى على ما بيّنّاه هناك.
ومن رواية مكحول عن عائشة قالت : قال رسول الله ﷺ :" من مات وعنده جارية مغنية فلا تصلّوا عليه " ولهذه الآثار وغيرها قال العلماء بتحريم الغناء.
وهي المسألة :