﴿ وَمَا يَجْحَدُ بآياتنا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ ﴾ والآية دليل ابن مالك ومن وافقه على جواز دخول الفاء في جواب لما ومن لم يجوز قال : الجواب محذوف أي فلما نجاهم إلى البر انقسموا قسمين فمنهم مقتصد ومنهم جاحد، والختار من الختر وهو أشد الغدر ومنه قولهم : إنك لا تمد لنا شبراً من غدر إلا مددنا لك باعاً من غدر، وبنحو ذلك فسره ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لابن الأزرق وأنشد قول الشاعر :
لقد علمت واستيقنت ذات نفسها...
بأن لا تخاف الدهر صرمى ولاخترى
ونحوه قول عمرو بن معدي كرب :
وإنك لو رأيت أبا عمير...
ملأت يديك من غدر وختر
وفي "مفردات الراغب" الختر غدر يختر فيه الإنسان أي يضعف ويكسر لاجتهاده فيه أي وما يجحد بآياتنا ويكفر بها إلا كل غدار أشد الغدر لأن كفره نقض للعهد الفطري، وقيل : لأنه نقض لما عاهد الله تعالى عليه في البحر من الإخلاص له عز وجل ﴿ كَفُورٌ ﴾ مبالغ في كفران نعم الله تعالى، و﴿ خَتَّارٍ ﴾ مقابل لصبار لأن من غدر لم يصبر على العهد وكفور مقابل لشكور. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢١ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon