وقال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
المتشابهات :
قوله :﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ﴾، وفى سأل سائل ﴿خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ موضع بيانه التفسير.
والغريب فيه ما رُوى عن عِكْرِمة فى جماعة : أَن اليوم فى المعارج عبارة عن أَول أَيّام الدّنيا إِلى انقضائها، وأَنَّها خمسون أَلْفَ سنة، لا يدرى أَحدٌ كمْ مضَى وكم بقى إِلاَّ اللهُ عزَّ وجلَّ.
ومن الغريب أَنَّ هذه عبارة عن الشدة، واستطالة أَهلها إِياها ؛ كالعادة فى استطالة أَيَّام الشدة والحزن، واستقصار أَيَّام الرَّاحة والسّرور، حتى قال القائل : سَنة الوصل سِنَة [و] سِنة الهجْر سَنَة.
وخُصّت هذه السّورة بقوله : أَلف سنة، لما قبله، وهو قوله :﴿فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ وتلك الأَيَّام من جنس ذلك اليوم وخصّت سورة المعارج بقوله ﴿خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ لأَن فيها ذكر القيامة وأَهوالِها، فكان هو اللائق بها.
قوله ﴿ثُمَّ أَعْرِضْ عَنْهَا﴾ (ثمَّ) ههنا يدلّ على أَنَّه ذُكِّرَ مرّات، ثم تأَخَّر (و) أَعرض عنا.
والفاءُ على الإِعراض عقيب التذكير.
قوله :﴿عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾، وفى سبأ ﴿الَّتِي كُنتُم بِهَا﴾ لأَنَّ النَّار وقعت فى هذه السُّورة موقع الكناية، لتقدّم ذكرها، والكنايات لا توصف، فوُصف العذاب، وفى سبأ لم يتقدم ذكر النَّار، فحسن وصف النار.
قوله :﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ الْقُرُونِ﴾ بزيادة (مِن) سبق فى طه.
قوله :﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلاَ يَسْمَعُونَ﴾ ليس غيره ؛ لأَنَّه لما ذكر القرون والمساكن بالجمع حسن جمع الآيات، ولمّا تقدّم ذكر الكتاب - وهو مسموع - حسن لفظ السّماع فختم الآية به. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ١ صـ ٣٧٤ ـ ٣٧٥﴾


الصفحة التالية
Icon