ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت بلى يا رسول اللّه، فأخذ بلسانه وقال اكفف عليك هذا، فقلت يا رسول اللّه وإنا لمؤاخذون بما يتكلم ؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكبّ الناس في النار على وجوههم، أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟.
وأخرج الترمذي عن أبي أمامه الباهلي عن رسول صلّى اللّه عليه وسلم قال : عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، وتكفير للسيئات، ومنهاة عن الآثام، ومطردة الداء عن الجسد.
وعن ابن مسعود قال :
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم عجب ربنا من رجلين، رجل ثار عن أوطائه ولحافه من بين جنبيه وأهله إلى صلاته، فيقول اللّه عز وجل لملائكته أنظروا إلى عبدي ثار من فراشه ووطائه من بين جنبيه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي، ورجل غزا في سبيل اللّه وانهزم مع أصحابه فعلم ما عليه في الانهزام وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه، فيقول اللّه تعالى أنظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي حتى أهريق دمه - أخرجه الترمذي - هذا، واعلم أن الهيثم المار ذكره في الحديث الأول ليس له في الصحيحين عن أبي هريرة غير ذلك الحديث.
قال تعالى "أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ" ١٨ عند اللّه أبدا، وهذا استفهام إنكاري، أي لا يستوي المؤمن الموصوف بتلك الأوصاف الفاضلة مع الفاسق قط، بل بينهما بون شاسع.
قالوا نزلت هذه الآية في سيدنا علي كرم اللّه وجهه حينما قال له الوليد بن عقبة بن أبي معيط أسكت فإنك صبيّ وأنا شيخ أبسط منك لسانا وأحدّ سنانا وأشجع جنانا وأملأ حشوا في الكتيبة، فقال له أسكت فإنك فاسق.


الصفحة التالية
Icon