منسوخة قيل لا وجه له، لأنها ختمت بما يدل على التهديد والوعيد وبدئت بما يدل على الإعراض في مناظرتهم، فلا يتعين فيها النسخ.
وما قيل إن يوم الفتح هو يوم بدر أو يوم فتح مكة لا يتجه أيضا، لأن الإيمان فيهما مقبول والإمهال موجود، وقد نفى اللّه هذين فيه، فتعين أنه يوم القيامة يوم الجزاء الذي لا يقبل فيه شيء من ذلك ولا غيره.
ولا يوجد في القرآن سورة مختومة بما ختمت به هذه السورة.
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقرأ في الفجر يوم الجمعة (ألم تنزيل الكتاب) و(هل أتى على الإنسان).
وأخرج الترمذي عن جابر أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ (ألم تنزيل الكتاب) و(تبارك الذي بيده الملك).
وأخرج الترمذي عن طاوس قال : تفضلان عن كل سورة في القرآن سبعين حسنة.
وأخرج بن مردويه عن ابن عمر قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم من قرأ (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) و(الم تَنْزِيلُ) السجدة بين المغرب والعشاء الأخيرة، فكأنما قام ليلة القدر.
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق حاتم بن محمد عن طاوس أنه قال : ما على الأرض رجل يقرأ الم السجدة وتبارك الذي بيده الملك في ليلة إلا كتب له مثل أجر ليلة القدر.
وجاء فيما أخرجه أبو عبيد وغيره أنها تأتي يوم القيامة لها جناحان تدافع عن قارئها، وتقول لا سبيل عليه.
والأخبار بفضلها كثيرة، وكذلك في فضل تبارك.
واللّه أعلم وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، والحمد للّه رب العالمين. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ٤ صـ ٣٦٩ ـ ٣٨١﴾


الصفحة التالية
Icon