﴿إِنَّا خَلَقْنَا﴾ [ الإنسان : ٢ ] ﴿إِنَّا زَيَّنَّا﴾ [ الصافات : ٦ ] ﴿نَحْنُ أَقْرَبُ﴾ [ ق : ١٦ ] ﴿نَحْنُ نَزَّلْنَا﴾ [ الحجر : ٩ ] أيظن أو يشك مسلم في أن المراد ظاهره من الشريك وهل يجد له محملاً، غير أن العظيم في العرف لا يكون واحداً وإنما يكون معه غيره، فكذلك الملك العظيم في العرف لا يكون إلا ذا سرير يستوي عليه فاستعمل ذلك مريداً للعظمة، ومما يؤيد هذا أن المقهور المغلوب المهزوم يقال له ضاقت به الأرض حتى لم يبق له مكان، أيظن أنهم يريدون به أنه صار لا مكان له وكيف يتصور الجسم بلا مكان، ولا سيما من يقول بأن إلهه في مكان كيف يخرج الإنسان عن المكان ؟ فكما يقال للمقهور الهارب لم يبق له مكان مع أن المكان واجب له، يقال للقادر القاهر هو متمكن وله عرش، وإن كان التنزه عن المكان واجباً له، وعلى هذا كلمة ثم معناها خلق السموات والأرض، ثم القصة أنه استوى على الملك، وهذا كما يقول القائل : فلان أكرمني وأنعم علي مراراً، ويحكي عنه أشياء، ثم يقول إنه ما كان يعرفني ولا كنت فعلت معه ما يجازيني بهذا، فنقول ثم للحكاية لا للمحكي الوجه الآخر : قيل استوى جاء بمعنى استولى على العرش، واستوى جاء بمعنى استولى نقلاً واستعمالاً.
أما النقل فكثير مذكور في "كتاب اللغة" منها ديوان الأدب وغيره مما يعتبر النقل عنه.
وأما الاستعمال فقول القائل :
قد استوى بشر على العراق.. من غير سيف ودم مهراق


الصفحة التالية
Icon