قال القاضي أبو محمد : وهذا أيضاً ضعيف، و" المرية " الشك، والضمير في ﴿ جعلناه ﴾ يحتمل أن يعود على موسى، وهو قول قتادة، ويحتمل أن يعود على ﴿ الكتاب ﴾ و﴿ أئمة ﴾ جمع إمام وهو الذي يقتدى به وأصله خيط البناء وجمهور النحويين على " أئمة " بياء وتخفيف الهمزة، إلا ابن أبي إسحاق فإنه جوز اجتماع الهمزتين وقرأ " أئمة " وقرأ جمهور القراء " لَمَّا صبروا " بفتح اللام وشد الميم، وقرأ حمزة والكسائي " لِما " بكسر اللام وتخفيف الميم وهي قراءة ابن مسعود وطلحة والأعمش، فالأولى في معنى الظرف والثانية كأنه قال لأجل صبرهم، ف " ما " مصدرية، وفي القراءتين معنىلمجازاة أي جعلهم أئمة جزاء على صبرهم عن الدنيا وكونهم موقنين بآيات الله وأوامره وجميع ما تورده الشريعة، وقرأ ابن مسعود " بما صبروا ". وقوله تعالى :﴿ إن ربك ﴾ الآية، حكم يعم جميع الخلق، وذهب بعض المتأولين إلى تخصيص الضمير وذلك ضعيف. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾