وفي الحديث :"عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أحبته وأهله إلى صلاته فيقول الله تعالى لملائكته : انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين أحبته وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وإشفاقاً مما عندي ورجل غزا في سبيل الله فانهزم مع أصحابه فعلم ما عليه من الانهزام وماله في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه فيقول الله لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وإشفاقاً مما عندي حتى اهريق دمه" وفي الحديث "إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن ألان الكلام وأطعم الطعام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام" قال ابن رواحة رضي الله عنه يمدح النبي عليه السلام :
وفينا رسول الله يتلو كتابه
إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدي بعد العمي فقلوبنا
به موقنات إن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه
إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
وفي الحديث "إذا جمع الله الأولين والآخرين جاء مناد بصوت يسمع الخلائق كلهم سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم ثم يرجع فينادي ليقم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل ثم يرجع فيقول ليقم الذين يحمدون الله في السراء والضراء فيقومون وهم قليل فيسرّحون جميعاً إلى الجنة ثم يحاسب سائر الناس".
واعلم أن قيام الليل من علو الهمة وهو وهب من الله تعالى فمن وهب له هذا فيلقم ولا يترك ورد الليل بوجه من الوجوه.
قال أبو سليمان الداراني قدس سره : نمت عن وردي فإذا أنا بحوراء تقول يا أبا سليمان تنام وأنا أربى لك في الخيام منذ خمسمائة عام.


الصفحة التالية
Icon