قال الفقيه الإمام القاضي : فيكون على هذا التأويل الراجع غير الذي يذوق بل الذي يبقى بعده وتختلف رتبتا ضمير الذوق مع ضمير " لعل " وقال أبيّ بن كعب أيضاً هي البطشة، واللزام، والدخان. وقال ابن عباس أيضاً عنى بذلك الحدود.
قال الفقيه الإمام القاضي : ويتجه على هذا التأويل أن تكون في فسقة المؤمنين، وقال مجاهد : عنى بذلك عذاب القبر، ثم قال تعالى :﴿ ومن أظلم ﴾ على جهة التعجب، والتقدير أي لا أحد أظلم ممن هذه صفته، وهي بخلاف ما تقدم في صفة المؤمنين من أنهم إذا ذكروا بآيات الله خروا سجداً، ثم توعد تعالى ﴿ المجرمين ﴾ وهم المتجاسرون على ركوب الكفر والمعاصي بالنقمة، وظاهر الإجرام هنا أنه الكفر، وحكى الطبري عن يزيد بن رفيع أنه قال : إن قول الله تعالى في القرآن ﴿ إنا من المجرمين منتقمون ﴾ إنا هو في أهل القدر.
قال الفقيه الإمام القاضي : يريد القائلين بأن الأمر أنف، وأن أفعال العبد من قبله، قال ثم قرأ يزيد بن رفيع ﴿ إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾ [ القمر ٤٧ - ٤٩ ].
قال الفقيه الإمام القاضي : في هذا المنزع من البعد ما لا خفاء به، وروى معاذ بن جبل عن النبي ﷺ أنه قال :" ثلاث من فعلهن فقد أجرم، من عقد لواء في غير حق، ومن عق والديه، ومن نصر ظالماً ". أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾