قال تعالى "وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ" بتبليغ ما أرسلوا به ردعوة الناس إليه "وَمِنْكَ" يا سيد الرسل "وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ" وسائر النبيين أيضا أخذنا هذا العهد، وإنما خص هؤلاء الخمسة على جميعهم الصلاة والسلام لأنهم أصحاب الكتب والشرائع وأولو العزم المتفق عليهم، راجع آخر سورة الأحقاف ج ٢ في بحثهم وقدّم محمدا في الذكر مع أنه آخرهم بعثا ووجودا تشريفا له وتفضيلا واشارة إلى أنه أول الخلق معنى وذكرا، فقد روى البغوي بإسناد الثعلبي عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال كنت أول النبيّين في الخلق وآخرهم في البعث وهذا الحديث مستقى من هذه الآية لأنها تدل على أنه أول خلق اللّه بدليل أخذ هذا العهد "وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً
غَلِيظاً"
(٧) على الوفاء بما عهد إلى جميع النبيين الذين هم أولى خلق اللّه به "لِيَسْئَلَ" اللّه تعالى


الصفحة التالية
Icon