﴿ أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَآءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أوْلَائِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً ﴾
وقوله: ﴿أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ...﴾
منصوب عَلى القطع، أى مِنَ الأسْماء التى ذُكرِت: ذكر منهم. وإن شئتَ من قوله: ﴿يعوِّقونَ﴾ ها هنا عند القتال ويشحّون عن الإنفاق عَلى فقراء المسْلمينَ. وإن شئت من القائلينَ لإخوانهم (هَلُمّ) وهم هَكَذا. وإن شئت مِنْ قوله: ﴿وَلاَ يأْتُونَ البأسَ إلا قلَيلاً أشِحَّةً﴾ يقول: جُبنَاءَ عند البَأْس أشِحَّةً عند الإنفاق على فقراء المسْلمينَ. وهو أحبّها إلىّ. والرفع جَائز عَلَى الائتنَاف ولم أسمَعْ أحداً قرأ به و (أشحَّة) يكون عَلَى الذمّ، مثل ما تنصب على الممدوح عَلَى ؛ مثل قوله ﴿مَلْعُونِينَ﴾.
وقوله: ﴿سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ﴾. آذَوكم بالكلام عند الأمن ﴿بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ﴾: ذَرِبةٍ. وَالعربُ تقول: صَلَقُوكم. ولا يجوز فىالقراءة لمخالفتها إيّاهُ: أنشدنى بعضهم:
أصْلقَ نَابَاه صِيَاح العُصْفورْ *إنْ زَلّ فوه عن جَواد مئشير
وذلكَ إذا ضربَ النّابُ الناب فسمعْتَ صَوته.
﴿ يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُواْ وَإِن يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّواْ لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَآئِكُمْ وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ مَّا قَاتَلُواْ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾
وقوله: ﴿يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَآئِكُمْ...﴾
عن أنباء العسكر الذى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقرأها الحسنُ (يَسَّاءلون) والعَوَامّ على (يَسْألونَ) لأنهم إنما يَسْألون غيرهم عن الأخبارِ، وليسَ يسأل بعضُهم بعضاً.