﴿ يانِسَآءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَآءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ﴾
وقوله: ﴿فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ...﴾
يقول: لا تُلَيِّن القول ﴿فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ أى الفجور ﴿وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً﴾: صَحِيحاً لا يُطمِع فاجراً.
﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾
[قوله]: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ...﴾
من الوقارِ. تقول للرَّجل: قد وَقَرَ فى منزله يقِر وُقوراً. وقرأ عاصم وأهل المدينة (وَقرْنَ) بالفتح. ولا يكون ذلك من الوقار، ولكنا نُرى أنهم أرادوا: وَاقْرَرْن فى بيوتكنّ فحذفوا الرَّاء الأولى، فحوِّلت فتحها فى القاف ؛ كما قالوا: هل أحَسْتَ صاحبك، وكمَا قال ﴿فَظَلْتُمْ﴾ يريد: فظلِلْتم.
ومنَ العَرب من يقول: واقرِرْن فى بيوتكُنّ، فلو قال قائل: وقِرنَ بكسر القاف يريد واقرِرن / ب بكسر الراء فيحوّل كسرة الراء (إذا سقطت) إلى القاف كان وجهاً. ولم نجد ذلك فى الوجهيْن جَميعاً مستعملاً فى كلام العرب إلاّ فى فعلت وفعلتم وفعلنَ فأمّا فى الأمر والنهى المستقبل فلا. إِلا أَنا جوَّزنا ذلكَ لأنَّ اللام فى النسوة ساكنة فى فعلن ويفعلنَ فجازَ ذلك. وقد قال أعرابىّ من بنى نُمَير: يَنْحَطْنَ من الجَبَل يريد: ينحطِطن. فهذا يقوّى ذلك.