وكيف والأمور الدنيوية شاغلة والآدمي في الدنيا تارة مع الله، وأخرى مقبل على ما لابد منه، وإن كان معه الله وإلى هذا إشارة بقوله :﴿إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحِى إِلَىَّ﴾ [ فصلت : ٦ ] يعني يرفع الحجاب عني وقت الوحي ثم أعود إليكم كأني منكم فالأمر بالتقوى يوجب استدامة الحضور الوجه الثاني : هو أن النبي عليه الصلاة والسلام كل لحظة كان يزداد علمه ومرتبته حتى كان حاله فيما مضى بالنسبة إلى ما هو فيه تركا للأفضل، فكان له في كل ساعة تقوى متجددة فقوله :﴿اتق الله﴾ على هذا أمر بما ليس فيه وإلى هذا أشار عليه الصلاة والسلام بقوله :" من استوى يوماه فهو مغبون " ولأنه طلب من ربه بأمر الله إياه به زيادة العلم حيث قال :﴿وَقُل رَّبّ زِدْنِى عِلْماً﴾ [ طه : ١١٤ ] وأيضاً إلى هذا وقعت الإشارة بقوله عليه الصلاة والسلام :" إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم سبعين مرة " يعني يتجدد له مقام يقول الذي أتيت به من الشكر والعبادة لم يكن شيئاً، إذا علم هذا فالنبي ﷺ بحكم