ثم قال تعالى :﴿إِنَّ الله كَانَ عَلِيماً حَكِيماً﴾ إشارة إلى أن التقوى ينبغي أن تكون عن صميم قلبك لا تخفى في نفسك تقوى غير الله كما يفعله الذي يرى من نفسه الشجاعة حيث يخاف في نفسه ويتجلد فإن التقوى من الله وهو عليم، وقوله :﴿حَكِيماً﴾ إشارة إلى دفع وهم متوهم وهو أن متوهما لو قال إذا قال الله شيئاً وقال جميع الكافرين والمنافقين مع أنهم أقارب النبي عليه الصلاة والسلام شيئاً آخر ورأوا المصلحة فيه وذكروا وجهاً معقولاً فاتباعهم لا يكون إلا مصلحة فقال الله تعالى إنه حكيم ولا تكون المصلحة إلى في قول الحكيم، فإذا أمرك الله بشيء فاتبعه ولو منعك أهل العالم عنه.
﴿ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (٢) ﴾
يقرر ما ذكرنا من أنه حكيم فاتباعه هو الواجب، ثم قال تعالى :﴿إِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً﴾ لما قال إنه عليم بما في قلوب العباد بين أنه عالم خبير بأعمالكم فسووا قلوبكم وأصلحوا أعمالكم.
ثم قال تعالى :﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الله وكفى بالله وَكِيلاً﴾ يعني اتق الله وإن توهمت من أحد فتوكل على الله فإنه كفى به دافعاً ينفع ولا يضر معه شيء وإن ضر لا ينفع معه شيء. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٥ صـ ١٦٤ ـ ١٦٦﴾


الصفحة التالية
Icon