ولما كان المنافقون ينكرون أن يكون أحد صادقاً فيما يظهر من الإيمان، أكد قوله تعريضاً بهم :﴿وما بدلوا تبديلاً﴾ أي وما أوقعوا شيئاً من تبديل بفترة أو توان، فهذا تصريح بمدح أهل الصدق، وتلويح بذم أهل النفاق عكس ما تقدم، روى البخاري عن زيد بن ثابت ـ رضى الله عنه ـ قال : لما نسخنا الصحف بالمصاحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت كثيراً أسمع النبي ـ ﷺ ـ يقرأها، لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة الأنصاري - ـ رضى الله عنه ـ - الذي جعل رسول الله ـ ﷺ ـ شهادته شهادة رجلين ﴿من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ﴾.
وقوله :" نسخنا الصحف " التي كانت عند حفصة ـ رضى الله عنه ـ ا بعد موت عمر ـ رضى الله عنه ـ " في المصاحف " التي أمر بها عثمان ـ رضى الله عنه ـ، وقوله :" لم أجدها " أي مكتوبة بدليل حفظه لها، وهذا يدل على أنه لما نسخ المصاحف في عهد عثمان ـ رضى الله عنه ـ لم يقتنعوا بالصحف.
بل ضموا إليها ما هو مفرق عند الناس مما كتب بأمر رسول الله ـ ﷺ ـ وبحضرته كما فعلوا حين جمعوا الصحف على عهد أبي بكر ـ رضى الله عنه ـ م أجمعين.


الصفحة التالية
Icon