واشتد العتاب فيما بين الأحباب، وعلى قدر علو المقام يكون الملام، وبقدر النعمة تكون النقمة، وكل من بناء يضاعف للمجهول من باب المفاعلة أو التفعيل لأبي جعفر والبصريين أو للفاعل بالنون عند ابن وكثير وابن عامر يدل على عظمته سبحانه، والبناء للمجهول يدل على العناية بالتهويل بالعذاب بجعله عمدة الكلام وصاحب الجملة بإسناد الفعل إليه، وذلك كله إشارة إلى أن الأمور الكبار صغيرة عنده سبحانه لأنه لا يضره شيء ولا ينفعه، ولا يوجب شيء من الأشياء له حدوث شيء لم يكن، ولذلك قال :﴿وكان ذلك﴾ أي مع كونه عظيماً عندكم ﴿على الله يسيراً﴾ فهذا ناظر إلى مقام الجلال والكبرياء والعظمة. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٦ صـ ٩٧ ـ ١٠٠﴾


الصفحة التالية
Icon