﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ ﴾ أي وما صحَّ وما استقامَ لكُم ﴿ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ الله ﴾ أي أنْ تفعلُوا في حياتِه فعلاً يكرهه ويتأذَّى به ﴿ وَلاَ أَن تَنكِحُواْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً ﴾ أي بعدَ وفاتِه أو فراقِه ﴿ إِنَّ ذَلِكُمْ ﴾ إشارةٌ إلى ما ذُكر منْ إيذائِه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ ونكاحِ أزواجهِ من بعده وما فيهِ من مَعْنى البُعدِ للإيذانِ ببُعدِ منزلتِه في الشرِّ والفسادِ ﴿ كَانَ عِندَ الله عَظِيماً ﴾ أي أمراً عظيماً وخطباً هائلاً لا يُقادر قدرُه. وفيهِ من تعظيمِه تعالى لشأنِ رسولِه ﷺ وإيجابِ حُرمتِه حيَّاً وميِّتاً ما لا يخفى ولذلكَ بالغَ تعالى في الوعيدِ حيثُ قال :﴿ إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (٥٤) ﴾. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon