ونظير هذا قوله تعالى :﴿ وفرش مرفوعة إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً عرباً أتراباً لأصحاب اليمين ﴾ [ الواقعة : ٣٤ ٣٨ ] فإن ذكر الفرش يستلزم أن للفراش امرأة، فلما ذكر البيوت هنا تبادر أن للبيوت رباتتٍ.
والمتاع : ما يحتاج إلى الانتفاع به مثل عارية الأواني ونحوها، ومثل سؤال العفاة ويلحق بذلك ما هو أولى بالحكم من سؤالٍ عن الدِّين أو عن القرآن، وقد كانوا يسألون عائشة عن مسائل الدين.
والحجاب : السَّتْر المُرخَى على باب البيت.
وكانت الستور مرخاة على أبواب بيوت النبي ﷺ الشارعة إلى المسجد.
وقد ورد ما يبين ذلك في حديث الوفاة حين خرج النبي ﷺ على الناس وهم في الصلاة فكشف الستر ثم أرخى الستر.
و﴿ من وراء حجاب ﴾ متعلق بـ ﴿ فاسألوهن ﴾ فهو قيد في السائل والمسؤول المتعلق ضميراهما بالفعل الذي تعلق به المجرور.
و﴿ من ﴾ ابتدائية.
والوراء : مكان الخلف وهو مكان نسبي باعتبار المتجه إلى جهة، فوراء الحجاب بالنسبة للمتجهين إليه فالمسؤولة مستقبلة حجابها والسائل من وراء حجابها وبالعكس.
والإِشارة بـ ﴿ ذلكم ﴾ إلى المذكور، أي السؤال المقيد بكونه من وراء حجاب.
واسم التفضيل في قوله :﴿ أطهر ﴾ مستعمل للزيادة دون التفضيل.
والمعنى : ذلك أقوى طهارة لقلوبكم وقلوبهن فإن قلوب الفريقين طاهرة بالتقوى وتعظيم حرمات الله وحرمة النبي ﷺ ولكن لما كانت التقوى لا تصل بهم إلى درجة العصمة أراد الله أن يزيدهم منها بما يكسب المؤمنين مراتب من الحفظ الإِلهي من الخواطر الشيطانية بقطع أضعف أسبابها وما يقرب أمهات المؤمنين من مرتبة العصمة الثابتة لزوجهن ﷺ فإن الطيبات للطيبين بقطع الخواطر الشيطانية عنهن بقطع دابرها ولو بالفرض.


الصفحة التالية
Icon