وتوسيعه بحيث يستر جميع بدنها وثيابها، وإن كان المراد ما دون الملحفة فالمراد ستر الوجه واليدين.
ولما أمر بذلك علله بقوله :﴿ذلك﴾ أي الستر ﴿أدنى﴾ أي أقرب من تركه في ﴿أن يعرفن﴾ أنهن حرائر بما يميزهن عن الإماء ﴿فلا﴾ أي فيتسبب عن معرفتهن أن لا ﴿يؤذين﴾ ممن يتعرض للإماء.
فلا يشتغل قلبك عن تلقي ما يرد عليك من الأنباء الإلهية.
ولما رقاهم سبحانه بهذا الأمر في حضرات الرضوان، خافوا عاقبة ما كانوا فيه من الغلط بالتشبه بالإماء، فأخبرهم سبحانه أنه في محل الجود والإحسان، فقال :﴿وكان الله﴾ أي الذي له الكمال المطلق، أزلاً وأبداً ﴿غفوراً﴾ أي محاء للذنوب عيناً وأثراً ﴿رحيماً﴾ مكرماً لمن يقبل عليه ويمتثل أوامره ويحتنب مناهيه، قال البغوي : قال أنس ـ رضى الله عنه ـ : مرت بعمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ جارية متقنعة فعلاها بالدرة وقال : يا لكاع! أتتشبهين بالحرائر؟ ألقي القناع. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٦ صـ ١٣٥ ـ ١٣٦﴾