" فصل "
قال السيوطى :
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا ﴾
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ إنا عرضنا الأمانة... ﴾ الآية. قال : الامانة الفرائض، عرضها الله على السموات والأرض والجبال إن أدُّوها أثابهم، وإن ضيعوها عذبهم، فكرهوا ذلك واشفقوا من غير معصية، ولكن تعظيماً لدين الله أن لا يقوموا بها، ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها. وهو قوله ﴿ وحملها الإِنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ﴾ يعني غراً بأمر الله.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله ﴿ إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض ﴾ قال : الأمانة : ما أمروا به ونهوا عنه. وفي قوله ﴿ وحملها الإِنسان ﴾ قال : آدم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم قال : إن الله عرض الأمانة على السماء الدنيا فأبت، ثم التي تليها حتى فرغ منها، ثم الأرض، ثم الجبال، ثم عرضها على آدم عليه السلام فقال : نعم. بين أذني وعاتقي قال الله " فثلاث آمرك بهن فإنهن لك عون. إني جعلت لك بصراً، وجعلت لك شفرتين، ففضهما عن كل شيء نهيتك عنه، وجعلت لك لساناً بين لحيين، فكفه عن كل شيء نهيتك عنه، وجعلت لك فرجاً وواريته، فلا تكشفه إلى ما حرمت عليك ".