قوله عز وجل :﴿ يَسْئَلُكَ الناس عَنِ الساعة ﴾ يعني : عن قيام الساعة وذلك أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ فسأله : متى الساعة؟ فقال عليه السلام :" مَا المَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ".
فنزل ﴿ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ الله ﴾ يعني : علم قيام الساعة عند الله ﴿ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة تَكُونُ قَرِيباً ﴾ يعني : سريعاً.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال : من أشراط الساعة أن يفتح القول، ويحزن الفعل، وأن ترفع الأشرار، وتوضع الأخيار.
ومعنى يفتح الأقوال : أن يقول أفعل غداً فإذا جاء غداً، خالف قوله وقت الفعل.
وأصل الفتح الابتداء، وهو أن يعد لأخيه عدة حسنة ثم يخالفه.
وقال عطاء بن أبي رباح : من اقتراب الساعة مطر ولا نبات، وعلو أصوات الفساق في المساجد، وظهور أولاد الزِّنى، وموت الفجأة، وانبعاث الرويبضة يعني : السفلة من الناس.
وقوله :﴿ لَعَلَّ الساعة تَكُونُ قَرِيباً ﴾ ولم يقل قريبة، لأنها جعلت ظرفاً وبدلاً ولم تجعل نعتاً وصفة.
ثم قال عز وجل :﴿ إِنَّ الله لَعَنَ الكافرين ﴾ يعني : خذلهم وطردهم من رحمته ﴿ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً ﴾ يعني : جهنم.
ويقال : لعن الكافرين في الدنيا بالقتل، وفي الآخرة أعد لهم سعيراً ﴿ خالدين فِيهَا أَبَداً لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً ﴾ يعني : قريباً ينفعهم ﴿ وَلاَ نَصِيراً ﴾ أي : مانعاً يمنعهم من العذاب، والسعير في اللغة هو النار الموقدة.
ثم قال عز وجل :﴿ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِى النار ﴾ يعني : تحول.
يقول : هذا العذاب في ﴿ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِى النار ﴾ يعني : تحول عن الحسن إلى القبح من حال البياض إلى حال السواد وزرقة الأعين.


الصفحة التالية
Icon