وفيه لغة أُخرى : آن يأين أيناً. قال ابن عبّاس : نزلت في ناس من المؤمنين كان يتحيّنون طعام رسول الله صلّى الله عليه، فيدخلون عليه قبل الطعام إلى أن يدرك، ثمّ يأكلون ولا يخرجون، وكان رسول الله ﷺ يتأذّى بهم، فنزلت هذه الآية. و ﴿ غَيْرَ ﴾ نصب على الحال ﴿ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فادخلوا فَإِذَا طَعِمْتُم ﴾ أكلتم الطعام ﴿ فانتشروا ﴾ فتفرّقوا واخرجوا من منزله ﴿ وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ﴾ طالبين الأنس بحديث، ومحله خفض مردود على قوله :﴿ غَيْرَ نَاظِرِينَ ﴾ ولا غير ﴿ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ﴾ ﴿ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النبي فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ والله لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الحق ﴾ أي لا يترك تأديبكم وحملكم على الحقّ ولا يمنعه ذلك منه.
حدّثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب لفظاً قال : أخبرني أبو موسى عمران بن موسى بن الحصين قال : أخبرني أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال : أخبرني أبو عمرو عثمان بن خرزاد الأنطاكي، عن عمرو بن مرزوق، عن جويرية بن أسماء قال : قرئ بين يدي إسماعيل ابن أبي حكيم هذه الآية فقال : هذا [ أدب ] أدّبَ الله به الثقلاء.
وسمعت الحسن بن محمد بن الحسن يقول : سمعت محمد بن عبدالله بن محمد يقول : سمعت الغلابي يقول : سمعت ابن عائشة يقول : حسبك في الثقلاء أنّ الله تعالى لم يحتملهم وقال :﴿ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فانتشروا ﴾.


الصفحة التالية
Icon