وقال البيضاوى :
﴿ تُرْجِى مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ ﴾
تؤخرها وتترك مضاجعتها. ﴿ وَتُؤْوِى إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ ﴾ وتضم إليك من تشاء وتضاجعها، أو تطلق من تشاء وتمسك من تشاء. وقرأ نافع وحمزة والكسائيي وحفص "تُرْجِى" بالياء والمعنى واحد. ﴿ وَمَنِ ابتغيت ﴾ طلبت. ﴿ مِمَّنْ عَزَلْتَ ﴾ طلقت بالرجعة. ﴿ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ ﴾ في شيء من ذلك. ﴿ ذَلِكَ أدنى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلاَ يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا ءاتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ ﴾ ذلك التفويض إلى مشيئتك أقرب إلى قرة عيونهن وقلة حزنهن ورضاهن جميعاً، لأن حكم كلهن فيه سواء، ثم إن سويت بينهن وجدن ذلك تفضلاً منك وإن رجحت بعضهن علمن أنه بحكم الله تعالى فتطمئن به نفوسهم، وقرىء "تَقَرَّ" بضم التاء و﴿ أَعْيُنُهُنَّ ﴾ بالنصب و"تَقَرَّ" بالبناء للمفعول و"كُلُّهُنَّ" تأكيد نون ﴿ يرضين ﴾، وقرىء بالنصب تأكيداً لهن. ﴿ والله يَعْلَمُ مَا فِى قلُوبِكُمْ ﴾ فاجتهدوا في إحسانه. ﴿ وَكَانَ الله عَلِيماً ﴾ بذات الصدور. ﴿ حَلِيماً ﴾ لا يعاجل بالعقوبة فهو حقيق بأن يتقى.


الصفحة التالية
Icon