﴿ يا أيها الذين ءَامَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كالذين ءَاذَوْاْ موسى فَبرَّأَهُ الله مِمَّا قَالُواْ ﴾ فأظهر براءته من مقولهن يعني مؤداه ومضمونه، وذلك أن قارون حرض امرأة على قذفه بنفسها فعصمه الله كما مر في "القصص"، او اتهمه ناس بقتل هرون لما خرج معه إلى الطور فمات هناك، فحملته الملائكة ومروا به حتى رؤوه غير مقتول. وقيل أحياه الله فأخبرهم ببراءته، أو قذفوه بعيب في بدنه من برص أو أدرة لفرط تستره حياء فأطلعهم الله على أنه بريء منه. ﴿ وَكَانَ عِندَ الله وَجِيهاً ﴾ ذا قربة ووجاهة، وقرىء وكان "عبد الله وجيهاً".
﴿ يا أيها الذين ءَامَنُواْ اتقوا الله ﴾ في ارتكاب ما يكرهه فضلاً عما يؤذي رسوله. ﴿ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً ﴾ قاصداً إلى الحق من سد يسد سداداً، والمراد النهي عن ضده كحديث زينب من غير قصد.
﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أعمالكم ﴾ يوفقكم للأعمال الصالحة، أو يصلحها بالقبول والإِثابة عليها. ﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ ويجعلها مكفرة باستقامتكم في القول والعمل. ﴿ وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ ﴾ في الأوامر والنواهي. ﴿ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ يعيش في الدنيا حميداً وفي الآخرة سعيداً.


الصفحة التالية
Icon